العمل الاجتماعي

العمل الاجتماعي

Catégorie :
SSH

المحاضرة الأولى : مقياس العمل الاجتماعي

بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين.

السلام عليكم اعزائي الطلبة سنتناول محاضرة الأولى في مقياس العمل الاجتماعي وهو وحدة أساسية موجهة لطلبة السنة الثانية علم الاجتماع.

والتي سنطرق فيها الى مدخل عام للعمل الاجتماعي. وفي البداية لابد ان نوضح أنه  يوجود تيارين: تيار يرى ان العمل الاجتماعي مجرد عمل للخير والبر والإحسان أي ارتباطه بالعمل الخيري، أما التيار الثاني فكان يرى بأن العمل الاجتماعي هو  تقديم المساعدات واعمال الخير يحتاج الى تخصص وتكوين، وبالتالي يرى ان العمل الاجتماعي هو مهنة او حرفة ولابد من وجود اطر متخصصة في هذا الجانب.

ومنه يعد تخصص العمل الاجتماعي أحد أبرز حقول العمل الإنساني الحديث الذي ينتشر على نطاقٍ واسع في الآونة الأخيرة، وقد يشار إليه أحيانًا بالخدمة الاجتماعية وقد شاعت هذه التسمية في الادبيات المصرية، لتعرفه بصورة أوسع بمهنة العمل الاجتماعي ترجمة لمصطلح ” Social Work “، والذي تعتبره المدرسة المصرية تدليلا على إحدى آليات طريقة تنظيم المجتمع، الذي يقابله مصطلح ” Social Action ” والذي يدل على الفعل الاجتماعي، أي مجموعة الإجراءات التي يقوم بها أعضاء المجتمع من أجل تطويره وتنميته، ويعرف على أنه أحد فروع العلوم الاجتماعية التي تدرس النظرية الاجتماعية ومناهج البحث الاجتماعي سعيًا لدراسة حياة الجماعات والأفراد وتحسينها.

ويتمتع العمل الاجتماعي بتاريخه العريق في النهوض بالمجتمع ومحاربة الفقر والمشكلات التي تنجم عنه. ونتيجة لذلك فإن العمل الاجتماعي يرتبط إلى حد كبير بفكرة العمل الخيري، ويرجع مفهوم العمل الخيري إلى عصور قديمة فالشعوب قديمًا كانت تمارسه تلقائيًا منذ القرون الغابرة، وذلك لأنه لا يتعارض والأخلاق والمفاهيم الطيبة من التعاون والتكافل والتعاضد وعمل أفراد المجتمع كوحدة واحدة، وقد دعت جميع الأديان السماوية إلى فعل الخير والحض على مساعدة الفقراء وتقديم العون لهم، انطلاقا من اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة الاسلامية.

ولكن ممارسة العمل الاجتماعي – باعتباره مهنة – تستند إلى حد ما على أساس علمي، يرجع إلى البدايات الأولى للقرن التاسع عشر، وبدأت هذه الممارسة في أول الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، بعد نهاية نظام الإقطاع وظهور الثورة الصناعية وما ترتب عنها من انتشار للفقر والتسول والتشرد والآفات الاجتماعية، ولذلك قامت هذه الدول بتشكيل هيئات وجمعيات ومنظمات لتقديم الرعاية لمن هم بحاجة لها، ولقد ارتبط تطوير مهنة العمل الاجتماعي ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة والمرض النفسي في البداية، وبحلول القرن العشرين ومع التطورات العلمية والتكنولوجية وجد العالم نفسه أمام عدة مشكلات اجتماعية تأخذ في الانتشار في مختلف المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة، الفقيرة والغنية، عندما انعكست عليها منجزات الحضارة وتوجهات المدينة، فقد أصبح الفقر ظاهرة بارزة تبعا لتفشي البطالة، وأصبح التحضر يخلف أزمات ومشكلات كثيرة، مما وسع نطاق العمل الاجتماعي ليشمل مجالات متعددة.

والعمل الاجتماعي هو مهنة إنسانية تهدف إلى خدمة الانسان، وهو كذلك نظام يعمل على حل مشكلات الافراد والجماعات وتنمية قدراتهم وميولهم والوصول بهم إلى مستوى من الحياة يتفق مع رغباتهم الخاصة ويحقيق التكيف الاجتماعي لهم.

اذن فهو يستهدف العنصر البشري تحديداً، فهو مهنة، وهو نشاط مهني يسعى إلى مساعدة الأشخاص على تنمية امكانياتهم واغناء حياتهم، اذن هو يسعى إلى تقوية قدرات الأشخاص، لأنه يواجه المشكلات الفردية والجماعية والمجتمعية، بمنهج علمي يعتمد على مفاهيم وأساليب وأدوات ونظريات علمية، التي تأطر تدخلات الاخصائي الاجتماعي وتجعله قادر على القيام بعمليات وانشطة هادفة إلى تعديل السلوك والاتجاهات، فالعمل الاجتماعي يقدم  خدمة علاجية وقائية إنمائية ،لا يقتصر على الوصف والتشخيص، فمهمة الأخصائي الاجتماعي ايجاد حلول ملائمة للمشكلات الفردية والجماعية في سياق العلاقات الاجتماعية السائدة، وفي اطار قدرة وحرية الافراد وحرية الفئات المعنية. بهدف تحقيق العيش الكريم بالنسبة اليهم، وفي اطار احترام مبادئ حقوق الانسان ومبادئ العدالة الاجتماعية والتي هي مبادئ موجهة لمهنة العمل الاجتماعي.

فهو يقوم على جملة من المقومات الرئيسية التي تجعل منه عملاً متكاملاً يسعى لخدمة البشرية، لذلك نجده منتشر في كافة دول العالم، ويسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية والفرعية. منها أهداف وقائية تتمثل في القيام بمجموعة من البرامج والأنشطة والعمليات التحسيسية التوعية التي يتم القيام بها من اجل تنبيه الافراد والجماعات والمجتمعات قبل وقوع خطر معين. واهداف علاجية تتمثل في القيام بعمليات علاجية بعد ظهور مشكل اجتماعي أو ظاهرة معينة من خلال القيام بتدخلات وانشطة عملية تتوخى علاج هذه المشكلات للحالات الفردية أو الجماعية. وثالثا اهداف تنموية وهي العمل على تنمية المجتمع، تنمية المجموعات الاجتماعية، عن طريق العلاج والتصدي لمجمل العوامل التي تحول دون تحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي والاقتصادي.

اذن العمل الاجتماعي يهدف إلى مساعدة الافراد والجماعات والمجتمعات للوصول إلى أقصى درجة ممكنة من الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. في كافة المستويات الاجتماعية ولكل الفئات العمرية (أطفال، أمهات، شباب، مسنين)، وفي مجالات متعددة منها الاسرية والمدرسية والصحية والمهنية، العدالة الاجتماعية، الازمات، الفئات الخاصة …الخ

 وعموما يهدف العمل الاجتماعي بشكل خاص إلى العناية بالأشخاص الذين يعانون داخل المجتمعات،( الفقراء و المعوزين واليتامى والمرضي والمسنين، المشردين …) هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى من يرافقهم ويساندهم ويدعمهم.

ونظراً لأهميته سنحاول ان نضع بين ايدي طلبتنا الأعزاء هذه المحاضرة والتي حاولنا ان نجمل فيها كل ما يتعلق بمجال العمل الاجتماعي من خلال التعرف على مفهوم العمل الاجتماعي، ونشأته وتطوره عبر العصور، وكذا أهمية وأهداف ومقومات العمل الاجتماعي وعلاقته بالعلوم الأخرى، وأهم الوسائل والأدوات التي يستخدمها الاخصائي الاجتماعي في علاج المشكلات الاجتماعية، وطرق العمل الاجتماعي، كما اخترنا أن نستعرض أهم مجالات العمل الاجتماعي وادوار الاخصائي الاجتماعي في علاج المشكلات الاجتماعية.

Soyez le premier à ajouter une critique.

Veuillez vous connecter pour laisser un commentaire
Inscrit: 23 étudiants
Conférences: 1
Niveau: Débutant